الاثنين، 4 يوليو 2016

(حديث بعد ان فارق الحياة )........اسد الغزاوى


  • (حديث بعد ان فارق الحياة ) 
  • حديث بيني وبين فتى انتحر شنقا حتى الموت .. 
  • بقلم ... أسد العزاوي ..
  • ☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
  • قلت له :أيها الميت استفق واخبر عما جرى ؟ 
  • قال : ها أنا ... فقل ما ترى ؟
  • قلت : إني أرى شيئا من عمل قبيح . 
  • قال : قبيح أم مليح في الأمر قد سرى . 
  • قلت : إذا اخبرني ما الذي حصل ؟ ما تبريرك ؟ 
  • قال : هو كرب الم بي و اعترى . 
  • قلت : وما الجديد ذلك ؟ قل أمرا اجهله . 
  • قال : هو العقوق من الأب قد انبرى .
  • قلت : ما الذي حصل بعدها ؟ 
  • قال : هناك من جهل إني إنسان وعلي افترى .
  • قلت : علمت أن ليلة أمس كان عقد قرانك ؟! 
  • قال : بلا قد حصل وكان أمرا غير منكرا . 
  • قلت : هذا يدل على انك كنت فرحا .؟! 
  • قال : بلا كنت سعيد جدا بما طرى . 
  • قلت : عجبا أمرك يا فتى ! كيف تجمع بين السعادة والانتحار ؟؟!! 
  • قال : السعادة لم تكن لعقد قران منحصرا . 
  • قلت : إذا كانت لأي شيء يا فتى ؟ 
  • قال : لفك قيد عبودية عبد قاصرا . 
  • قلت : إذا هو كذلك . 
  • قال : لا لم يكن كذلك فكان الولي مقصرا . 
  • قلت : وكيف وأنت كنت عماده ؟ 
  • قال : هو شان السلطان لعبده خاسرا . 
  • قلت : الم يكن غير الانتحار بدا ؟ 
  • قال : لا .. قد كان امرا مقدرا 
  • قلت : أوصف الحال .. قبل .. الانتحار والترحال ؟!
  • قال : كنت امني النفس ان اكون رجل معتبرا . 
  • لكن الأحداث علي تكالبت .
  • وانقطع أخر خيط للرجاء مسخرا . 
  • فضربت وأهنت بغير رحمة . 
  • فلم يشفع لي الخد المصعرى . 
  • رجوت الله ان ينجدني من ذلك البؤس . 
  • و لكن العزم في النفس قد تقهقرا . 
  • حتى ضاقت واستحكمت كل حلقاتها . 
  • واسودت بوجهي ولم تسفرا .
  • فلم أجد سبيل للخلاص سوى حبل .
  • يلتف حول الرقاب بشنق مسمرا .
  • فلم أرى غير الموت ارتجي خلاص .
  • من سوء فعل لفاعل كان مستهترا .
  • فلم يثني من عزمي حين أقدمت .
  • على الانتحار بعد أن كنت مقررا .
  • ففعلت الفعل بنفسي كما رايت . 
  • وكنت للموت والخلاص مستبشرا . 
  • فهانت على الروح بعد ذل وهوان .
  • فالحمد على كل بلية واني لله شاكرا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.