بقلمي
قصة قصيرة
رد المعروف/
ذهب رجل مع زوجته واولاده الصغار الى غابة كانت قريبة من مسكنهم فقد اراد هو وزوجته واولاده ان يمرحوا قليلا ويشاهدوا تلك الاشجار الجميلة ويسمعوا اصوات الطيور وهي تزقزق على اغصان تلك الاشجار وحين وصلوا ودخلوا تلك الغابة سمع الرجل وزوجته صوتا كان بعيدا ولكنه صوت لرجل وهو يقول ما خاب عبدا صنع خيرا ولو لغير عاقلا وكان يكرر
تلك العبارة بصوت عذب شجي فتعجب الرجل هو وزوجته مما سمعا فقرراان يقتربا من ذلك الصوت وحين وصلوا شاهد الرجل وزوجته صيادا قد وضع شباكه وهي مغطاة باوراق الاشجار وكان مبتعدا عنها قليلا ينتظر ما يقع من صيد بها فقال الزوج لزوجته لننتظر قليلا لنرى ماذا سيصطاد هذا الصياد بشباكه وانا واياك يا زوجتي لن نجعله يشعر بوجودنا كي لا ينزعج او ينشغل بنا عن صيده وبعد قليل جائت طيور كثيرة وجلها حمامات جميلة وكبيرة
فنزلت ووقعت في شبكة الصياد فما كان من الصياد الا انه جر حبلا كان مربوطا بتلك الشبكة فإنطبقت على ذلك الصيد الوفير فكانت محكمة وبعد ذلك هم الصياد مسرعا اليها ليجمع الصيد الوفير وهنا حدث شيء غريب لقد اخرج الصياد حمامة واحدة من بين تلك الحمامات والطيور التي كانت في شباكه فرفعها بيديه ثم قبلها بفمه ثم اطلقها وهو يقول ما خاب عبدا صنع خيرا
ولو لغير عاقلا وهنا قررت انا وزوجتي ان نسأل ذلك الصياد مما فعله ولماذا اطلق تلك الحمامة في حال سبيلها ولما كان ينشد قوله ذاك بعد ان اطلقها فاقتربنا منه والقينا عليه التحية فسألناه عن ذلك فابتسم لنا وقال لا تعجبا مما فعلت فأن السبب لو عًرف بطل العجب فحدثنا بأمره وأمر تلك الحمامة التي اطلقها وقال انا مهنتي هو الصيد وانا اعتاش انا وزوجتي واطفالي من عملي هذا فما اصيده بشباكي هذه هو قوتي وقوت عيالي وانا في عملي هذا منذ اكثر من عشرين عام لا اعرف عملا غيره وفي يوم من الايام حدث معي شيء لم اكن
اتوقعه ان يحدث قبل سنة كدت انا وزوجتي واطفالي ان نموت جوعا فكما قلت لك انا قوتي وقوت عيالي هو ما ااصطاده بشبكتي هذه فمرت علي ايام كلما اتيت لهذه الغابة وارمي بشباكي لاصطاد شيء فانتظر الى المساء ولكن دون جدوى حيث لا يوجد صيد فارجع بشباكي وهي فارغة فاحزن وتحزن زوجتي وينام اطفالي وهم جائعين فبقيت هكذا ايام ونحن نعاني
وكاد الجوع يقتلنا وفي يوم جئت هنا فرميت بشبكتي هذه وانتظرت وهنا وفجأة وقعت حمامة في شبكتي وكانت كبيرة وسمينة فمسكتها وفرحت بذلك وقلت الحمد لله اليوم ستكون هذه الحمامة عشاءً لاطفالي الصغار واليوم لن يباتوا وهم جائعين وانا إحدث نفسي هكذا واذا بي انظر الى الحمامة التي بين يدي فوجدتها تنظر الى شجرة كانت قريبة منا وكان على تلك الشجرة عش فيه فراخ صغيرة فعرفت انه عشها وتلك الفراخ الصغيرة فراخها فرق قلبي لها ولفراخها وقلت بصوت عالي دون ان اشعر والله والله خير لي ان اموت انا وعيالي من الجوع على ان احرم هذه الفراخ الصغيرة من امهم هذه الحمامة المسكينة التي بين يدي فاطلقتها لفراخها ثم ذهبت الى بيتي وبت انا وزوجتي واطفالي دون طعام ثم جئت صباحا ونصبت شباكي
كما افعل كل يوم وانتظرت ولكن حدث شيء غريب لقد نظرت انا الى تلك الحمامة التي اطلقتها لفراخها بالامس فوجدتها تنظر الي ثم طارت من عشها وذهبت وبعد قليل رايت تلك الحمامة قد جائت ومعها طيور كثيرة وحمامات كبيرة وسمينة فنزلت في شباكي فما كان مني الا ان اطبقت بشبكة صيدي عليهن وهممت اليهن مسرعا وحين وصلت الى شباكي رايت تلك الحمامة وهي تنفرد عنهن وتنظر الي وكأنها تقولي لي انا تلك الحمامة التي انت اطلقتها لفراخها الصغار فاني ارد اليك المعروف الذي فعلته معي من احسان ومعروف وخير فاهنيئا لك هذا الصيد الوفير ثم اخرجت تلك الحمامة وقبلتها واطلقتها وانا اقول ما خاب عبدا صنع خيرا ولو لغير عاقلا وما زلت كل يوم اتي بشباكي هنا فارزق بصيد كثير ووفير وما زالت تلك
الحمامة التي اطلقتها لفراخها تاتيني كل يوم بطير كثير .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.