الأحد، 7 أغسطس 2016

سكرات موتي....بقلم الشاعر قصي العلي

سكرات موتي
****
سكرات موتي وانعتاق حقيقتي
هي قصةٌ أبطالها أغرابُ
ما بين شكٍ وانقطاع مودةٍ
وغرام نفسٍ هدّها الارهاب
جاء اليقين بأن حبها قاتلي
و تعددت في موتتي الأسباب
في عينها سهم المنية ضاحكٌ
وعلى شفاهها مقصلٌ وحراب
والشعر يطوي في سواده أنجماً
كانت بليله سابقاً ترتاب
في صدها شمسٌ تجاور خدها
يُردي العيونَ شعاعُها العرّاب
أما الجبين فكعبةٌ حراسها
مَلَكٌ يُميتُ .. وآخرٌ توّابُ
طافت بها أرواحنا تتسابق
حباً و خوفاً .. والوصول سرابُ
صُلِبَ الجميع بحاجبيها فأصبحت
نعشاً وفيه قلوبنا أخشابُ
وتشابكت أرواحنا في جيدها
عقداً بدت و كأنها أعنابُ
*********
نطقتْ فضاع القلب عن خفقانه
وغفت حواسي فالحضور غيابُ
جاءتْ تعانقني وترمي ظلّها
فتمايلت من ثقله الأعصابُ
أحسستُ أني غيمة حُبلى بها
جاء المخاض و رافقهُ ضبابُ
ونظرتُ حولي باحثاً عن صحبتي
سُحِق الجميع فكلهم قد غابوا
قالت تمهل يا حبيبُ فأنت لي
مالي بغيرك مقصدٌ و خطابُ
فأجبتها و الدمع يعمي مقلتي
رفقاً بطينٍ زادَ فيه ترابُ
أنت المليكة فوق كلِّ منازعٍ
حتى الدلال براحتيك يُهابُ
قد كنتُ في أمسي القريب مُجمّداً
واليومَ من حرِّ اللقاء أذوبُ
هلّا رددتِ الروح لطفاً إنني
أهوى الرجوع وفي يديَّ كتابُ
أدعُ الخلائق في كتابٍ أنتِ هوْ
وأعلّم العشاق كيف تؤوب
****************
وأفقت من حلمي المخيف كأنني
طفلٌ على مهد الحياة غريبُ
وتجددت معه الحواس كأنها
خُلقتْ حديداً و الدماء شبابُ
فكأنني عني رحلتُ و جئتُ بي
و توحدت في رجعتي الأقطابُ
وحزمت أمري أن أبوح بحبها
صمت الغرام منافقٌ كذّابُ
وحملت راية حبها مستشهداً
وقرأت فاتحة الرجوع( أتوبُ)
في عينها نور الحياة معتقٌ
وعلى شفاهها خمرةٌ وشرابُ
والشعر من نَفَسِ الغرام تمايل
فتناثرت من حوله الأطيابُ
في خدها واحات حسنٍ ماؤها
عذب فراتٌ سلسلٌ ينسابُ
أما الجبين فجنّةٌ مفتاحها
عينٌ وقلبٌ صادقٌ أوابُ
********
قصي العلي
kousai al ali

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.